خطبه مكتوبه حول مولد النبي

خطبه مكتوبه حول مولد النبي



الحمد لله رب العالمين . يارب . اللهم لاتشمت بنا الأعداء . اللهم ارفع راية سیدنا محمد ، وانصر دین سیدنا محمد .. اللهم كن لنا ولا تكن علينا ، أكرمنا ولا تهنا ارفعنا ولا تضعنا ، ارزقنا الحلال وبارك لنا فيه . اللهم باعد بيننا وبين الحرام كما باعدت بين المشرق والمغرب . آمين .. آمين .
وأشهد ألا إله إلا الله ينادي يوم القيامة على الملائكة ويقول ياملائکتی : : أخرجوا من النار كل من ذكرني يوما وخافني في مقامی ، یاملائکتی لاتدخلوا النار عينا غضت عن محارم الله يا ملائكتي لاتدخلوا النار عينا باتت تحرس في سبيل الله ، يا ملائكتي لاتدخلوا النار عينا بكت من خشية الله » . لا إله إلا الله .
إلهي : أيدركني ضيم وأنت ذخيرتي وأظلم في الدنيا وأنت نصيری
ليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضي والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
وأشهد أن سيدنا ونبينا وعظيمنا وحبيبنا محمدا رسول الله . هو الخلق وهو الكمال . هو الجمال هو العزة هو الطهر ، هو النقاء ، هو الصفاء . استمع إلى سيد الأنبياء وهو يقول : « ثلاث لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم. من هم یا سیدی یارسول الله : هم د ملك كذاب ، وشيخ زان ، وفقير متكبر » سيدي أبا القاسم باجلاء بصرى يذهاب همي وغمي وحزني یارسول الله صلى عليك الله ياعلم الهدی ماهبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم .

أما بعد فياحماة الإسلام وحراس العقيدة .
حديثنا اليوم يدور حول رؤى ثلاث صاحبت مولد الحبيب محمد عه أما الرؤيا الأولى فصاحبتها أم الحبيب السيدة آمنة قالت : « يوم حملت به رأيت نورا أضاء لي قصور الشام ». ورأت يوم قرب وضعه أن هاتفا في المنام أتاها وقال لها يا آمنة : لقد حملت بسيد الدنيا وما فيها ، فإذا وضعته فقولى أعيذه بالواحد من شر كل حاسد .
هذه رؤيا ، وقد قال الحبيب ع : «لم يبق بعدی من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات يارسول الله ؟ قال الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو تری له ).
كما قال : « الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة » ، ولماذا كانت الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ؟ لأن الحبيب علی ظل ستة أشهر يوحی الله إليه بالمنام ، فكان إذا رأى رؤيا تحققت مثل فلق الصبح ، ولقد ظل الرسول يدعو ثلاثة وعشرين عاما .
ماذا رأت آمنة ؟ « رأت نورا أضاء لها قصور الشام ، ثم أتاها الهاتف في المنام وقال لها لقد حملت بسيد الدنيا وما فيها فإذا وضعته فقولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد . وأنا عندما أقف أمام هذه الرؤيا أريد أن أقول إن آمنة أم رسول الله ، إذا قال لها الهاتف قولى أعيذه بالواحد ، فهذا دليل على أنها كانت مؤمنة موحدة بالله لاتعرف الشرك ، ولم يتسرب إلى قلبها شرك لأنها أم سيد الموحدين محمد ، فماذا كان حاله عندما وضعته ؟.
قالت آمنة لما وضعته نزل ساجدا لله . ولا عجب فهو الذي قال لربيعة بن کعب ، وكان ربيعة صحابيا ملازما لرسول الله يصب له الماء إذا أراد الوضوء .. قبل الفجر خرج الرسول ليتوضأ فوجد ربيعة نائما ببابه ، فقال له ياربيعة تمن على . اسأل أي شيء أطلب تحقيقه لك من الله . فماذا قال ربيعة للحبيب قال للرسول : « أتمنى مرافقتك في الجنة ». قال له الحبيب المصطفي أو غير ذلك ياربيعة ؟ قال ربيعة : «لا أريد إلا مرافقتك في الجنة » ، ولم يطلب الغني في الدنيا وحطامها . إنه الرضا والقناعة .
النفس تجزع أن تكون فقيرة والفقر خير من غنى يطغيها
وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت فجميع ما في الأرض لايكفيها
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالى فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفاء
يغطى للسماحة كل عيب وكم عيب يغطيه السخاء فلا فقر يدوم ولا غناء
ولا بأس عليك ولا رخاء إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء
فماذا قال الحبيب لربيعة وربيعة لم يطلب إلا مرافقة الحبيب في الجنة قال الحبيب لربيعة و أعن على نفسك بكثرة السجود .
صل الله والناس نيام ، فما من مؤمن يركع لله ركعة إلا بنى الله له بها قصرا في الجنة . اسمع إلى الحديث القدسي الجليل : « عبدي لك بكل ركعة ركعتها قصرا في الجنة ، ولك بكل سجدة سجدتها نظرة إلى وجهي الكريم » . « مامن مؤمن يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة وأعطاه بها حسنة .
أيها السادة الأعزاء :
أما الرؤيا الثانية فرؤياعبد المطلب . فماذا قال عبد المطلب ؟ قال عبد المطلب : « رأيت في منامي كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهري وامتدت فيما بين السماء والأرض ثم تحولت من المشرق إلى المغرب ثم تحولت إلى شجرة أوراقها من نور » . فما تأويل هذه الرؤيا ؟
إن هذه السلسلة هي الحبيب محمد . تمتد بين الأرض إلى السماء ، لأن الوحی سینزل عليه من السماء ، . من المشرق إلى المغرب لأنه سيملأ الدنيا توحيدا ، وذكرا لمن يقول للشيء كن فيكون . ثم تتحول السلسلة إلى شجرة . هذه الشجرة ليست كأشجار الدنيا ، إنها شجرة أوراقها نور وهل بعد نور الله من نور هو الله نور السموات والأرض ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ،المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري ، يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه تاژ نور على نور ، يهدي الله يورو من يشاء ، ويضرب الله الأمثال للناس ، والله بكل شيء عليم 8 (۱) . هذا النور الذي ضرب الله له المثل إنما هو نور الهداية إذا حل في قلب العبد المؤمن .

إذا حل نور الهداية في قلب العبد المؤمن أصبح كمشكاة فيها مصباح ، والمشكاة هي الكرة التي فيها المصباح ، وهذا المصباح في زجاجة ، والزجاجة في
حد ذاتها ، وهي التي يحيط بقلب المؤمن كأنها كوكب من كواكب السماء الدرية . هذا المصباح من أين يوقد ؟ من شجرة مباركة زيتونة . أتدرون ماهذه الشجرة ؟ إنها القرآن الكريم ، وهي شجرة لا شرقية ولا غربية ، لماذا ؟ لأنها من الله والله لايحويه مكان ولا يجرى عليه زمان ، ولا يحويه جهة من الجهات لأنه أكبر من الجهات كلها . هذا القرآن هو الشجرة التي يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ، لأنه كلام الرحمن ، نور على نور ، نور الآيات التكوينية على نور الآيات التنزيلية يهدى الله لنوره من يشاء ، أين توجد هذه القلوب ؟ وأين يوجد أصحابها في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، من الذين فيها ؟ يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار .
معشر السادة . إن الرؤى في عالم الإسلام لها مكانتها وقيمتها . جاء رجلان إلى الإمام العالم ابن سیرین ، قال له أحدهما يا إمام : لقد رأيت في المنام كأني أؤذن فنظر الإمام إلى وجهه وقال له إنك ستحج إلى بيت الله . وقال الثاني يا إمام لقد رأيت في المنام كأنني أؤذن ، فنظر الإمام إلى وجهه وقال له أنت سارق فتب إلى الله . فقال الحاضرون عجبنا لك يا إمام . الرجلان رأيا أنهما يؤذنان فلماذا فسرت رؤيا أحدهما بحج بيت الله ، ولماذا فسرت رؤيا الآخر بأنه سارق ؟ قال الإمام نظرت إلى أحدهما فوجدت في وجهه علامة التقوى والفلاح ، فتذكرت قول الله تعالى : وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ھ (۲) ، ونظرت إلى الآخر فوجدت في وجهه شؤم المعصية ، وظلمة (1) النور ۲۵ . (۲) الحج ۲۷.

الذنوب فتذكرت قوله تعالى : ثم أذن مؤذن أيتها العيير إنكم لسارقون 8 (۱) .. الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له
لقد روى الإمام على كرم الله وجهه قال : بينا نحن في خلافة عمر بن الخطاب إذ رأيت في المنام كأني أصلي الفجر خلف رسول الله عز ، فلما فرغنا من الصلاة وانصرفنا خرجت من المسجد ، فإذا امرأة واقفة بالباب وبيدها طبق فيه تمر قال لي ياعلي خذ هذا الطبق وأعطه رسول الله ليوزعه على أصحابه فلما أعطيته للحبيب فمد يده في الطبق وأخذ تمرة ووضعها في فمي فلما شعرت بحلو تمرها قلت له زدني تمرة أخرى یارسول الله ، ولكني استيقظت قبل أن يزيدني ، فلما استيقظت سمعت الفجر يؤذن ، والرؤيا كلما اقتربت من أذان الفجر كلما كانت صادقة . فذهبت إلى مسجد الرسول علي الأصلي الفجر ، فصليته وراء أمير المؤمنين عمر ، فلما انتهينا من الصلاة رأيت امرأة واقفة بباب المسجد ، وبيدها طبق فيه تمر ، قالت لي خذ هذا الطبق واعطه عمر ليوزعه على أصحاب الرسول صلوات الله وسلامه عليه فأخذت الطبق وأعطيته عمر فمد يده وأخذ تمرة ووضعها في فمي ، فلما شعرت بحلو طعمها قلت له زدني يا أمير المؤمنين ، فقال إلى عمر : لو أن رسول الله ع زادك لزدناك . ماهذا ؟ إنها القلوب إذا صفت ، فعرفت ، فوفت ، فأحبت ، شفت ، فانكشفت ، فأنارت ، فأضاءت ، فاستنارت ، فوحدت . هكذا كانت قلوب الصحابة رقيقة شفافة لم تعرف الغش ولم تعرف الكذب ولم تعرف التدليس ولم تعرف الكبرياء ، ولم تعرف الأذى ، ولم تعرف الضرر ، ولم تعرف تلفيق التهم للأبرياء ، لم تعرف الرياء ، ولم تعرف الدنيا والجرى وراءها ، قلوب كان صاحبها يقول لأخيه ياأنا .
ابتلى أحدهم بزوجة ناشز ، فقال له بعض أصحابه ، لماذا لاتطلقها وهی . تؤذيك ؟ فقال العبد الصالح : أخشى أن أطلقها فيبتلى بها غيري فتؤذيه ، ومعاذ الله أن أكون سببا في إيذاء عباد الله . قالوا فماذا أنت فاعل معها ؟ قال أعمل بقول رسول الله ع ، أيما رجل صبر على سوء خلق زوجته أعطاه الله مثل ما أعطى أيوب على بلائه ، وأيما امرأة صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثلما أعطى آسية زوجة فرعون .
هنا مدرسة محمد علي يقول فيها الحبيب المصطفى البر لايبلى والذنب لاينسی ، والديان لايموت ، اعمل ماشئت كما تدين تدان ويقول أيضا كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .

خطبه  مكتوبه حول مولد النبي
admin

تعليقات

google-playkhamsatmostaqltradent